أذكر هذا الطفل الذي أعيت أهله الحيل لينتظم في الدراسة
. وما زلت أذكر معاناة أهل هذا الطفل- وخاصة أمه-ومدى حزنهم
الشديد بسبب عزوف الطفل عن الدراسة وما زلت أذكر كيف استنفذ أهله
معه كل الوسائل: من تحفيز وتهديد ووعيد وعقاب لإقناعه بالانتظام
مع زملائه في الدراسة دون جدوى . كان الطفل يواجه كل هذه
الإجراءات بمزيد من الإصرار والعناد المصحوب بالصراخ والبكاء
إلا أن أحد المعلمين جاء إلى الطفل ذات يوم ومسح على رأسه وهدأ
من روعه وأعطاه عصاه وقال له :
هذه عصاي خذها معك على أن تحضرها معك غدا في طابور الصباح .
ولم ينس المعلم أن يوضح للطفل المخاطر الناجمة من عدم إحضاره
العصا غدا في الصباح الباكر وقبل بدء الطابور . المهم هدأت حفيظة
الطفل وظل يحمل عصا المعلم طيلة اليوم وهو يشعر بشيء من النشوى .
ومع انتهاء اليوم الدراسي عاد الطفل إلى بيته ومعه العصا . وفي
الصباح كانت المفاجأة لأهل الطفل . إذ بكر الطفل وأخذ يعد نفسه
ويعد حقيبة كتبه للذهاب الي المدرسة مبكرا على غير العادة وسط
دهشة الجميع من هذا السلوك المفاجئ . وظل الطفل على هذه الحالة
لفترة من الزمن : يتوجه إلى المدرسة كل يوم في الصباح الباكر لا
لشيء إلا من اجل إحضار عصا المعلم . ومرت الأيام وانتظم الطفل في
دراسته وانشغل في دروسه وواجباته. ولم تعد تشغله حكاية عصا
المعلم هذه . منقوووووووووووووووووووووووووووووول